فى ليلة عاصفه رعدية بدأت تلك المحاكمه المؤجله منذ سنوات. المحاكمه التى كان لابد منها . بدأت فجأه ………
-هأنت هنا اخيرا . فى باحتى . الوقت الآن وقتى أنا. انتظرت مطولا هذه اللحظة. اللحظة التى سأنطق فيها اخيرا. لحظه محاكمتك التى طالما انتظرتها.
تماديت كثيرا هل تعلم ذلك ؟ هل انت راض عن نفسك ؟ ما الذى تفعله ؟ عمرك الضائع والقادم بلا قرار. وانت لا تعلم حقا من انت. لم تفعل ذلك. تتنقل من عمل الى عمل بحثا عن شيئ لا تعرفه ولن تعرفه.
يا رجل انت لا تستطيع ان تأخذ قرارا سهلا. كماذا تشرب فى المقهى. تختار ثم تندم. لا تستطيع اخذ قرار اى انواع الشيكولاته تشترى.
انت ضائع ضائع. حتى الفتاة التى أحببتها حقا لم تبوح لها حبك لها. بحت لها بكل ماضيك واسرارك وعن يومك بكل تفاصيله وعن احلامك ولكنك لم تبح لها بحبك. خوفا من ان يكون احساسك غير حقيقي وتندم.
هل انت غير نادم الان؟ هل انت سعيد وانت تراها كل يوم تحدثه بعشق وشغف؟ هل انت سعيد بدعوة زفافها التى فى يدك ؟
لست نادم اليس كذلك. نعم اسخر منك. حدثنى هل تذكر تلك الاحلام التى بحتها بها؟ هل تذكر ذلك المشروع او تلك المنحة؟ هل تذكر امنياتك عن السفر حول العالم ؟ انت لا تحسن اى شئ فى حياتك سوى الندم. تفعل شئ ما وتتركه ثم تندم.
لا تفعل شيئا ما فتندم. تستمر فى فعل شئ ما فتندم. انت فاشل يائس بائس ، اتعلم ؟ ستضيع اكثر واكثر لأنك لن تتغير اتعلم ، انا سعيد جدا انك وقعت تحت يدي اخيرا ، كى اشفى غليلي،فقد اهلكتنى حماقاتك،اضعفنى ضعفك، انت هو انت ، لا تريد تحقيق خطوة واحده للامام،لا تحسن حتى الندم الذى انت غارق فيه ،لقد اتعبنى الكلام معك سأنهى هذا بسرعه، لقد حكمت عليك بالتيه الابدي لتهمه اليأس الغادر، هيا اذهب ، اذهب لتذوق ويل الضياع والتيه اكثر، اذهب فحكمى لا رجعه فيه ……..
-أمرتاح انت هكذا ؟ اصدرت حكمك علي وارتحت ،هل هناك محاكمه منذ عرفت البشريه المحاكم تتم دون دفاع ؟ تيه ابدي هه ؟ وكأننى لم اذق طعمه في حياتى ، لقد جئت إلى باحتك بإرادتى الحره،لم اكن اتوقع ان بك كل هذه القسوة ، لم تستمع الىٍّ ، اخذت قرارا احمق كأتهامك لى ، هل تعلم لم انا متردد دائما ؟ لأننى اريد الافضل ولاشئ سوى الافضل ، اريد اشياء كثيره فى توقيت قليل، اريد ان اكون كما اريد ، انتقل من عمل لعمل كثيرا؟ هذا صحيح ، ولكنى افعل ذلك لأننى لم اجد نفسي فى اى عمل،لم اجد حتى المقابل المادي الذى يشجعنى ان استمر، ماذا تريدنى ان افعل ؟ ان ان استفذ نفسي وحياتى فى عمل لن يطلنى منه الا الجهد ، حتى المال لن احصل عليه ، اللعنه على من يحطم امال الطموحين ، لم انسى مشروعى كما قلت بل انا اعمل عليه بكل جهدي كي اصل ، ولكنك تتناسي ، تجحفنى حقى ،وكأنك لم تر سهرى اليومي وبحثى الدائم والقراءة التى لا تنقطع ، سفرى حول العالم الذي تعلم اننى سافعله يوما ما ، بل وستدعونى الدول لألقى بها محاضراتى ، وعن الفتاه ،انت من ظننت اننى احبها ، انا لم أحبها يوما ، كانت صديقه،اخت ،لم يكن لدي يوما اختا ، لم يدق قلبي لها ولو مره، حسنا من الممكن انه دق قليلا وظننت فى لحظات انه الحب ، ولكنى لم اشعر بشغف الحب ،ولا بجنونه، كانت تمر ايام لا نتحدث دون ان اشعر اننى مشتاق اليها ، كانت هى تفهمنى وتعرف عنى حقا كل شئ ، ونعم انا سعيد جدا اننى لم ابح لها بمشاعر ظننتها داخلى ،لأنها كانت تحبه ، وكانت تحكى عنه بلهجه عاشقه غارقه فى الحب ولا تطلب الانقاذ ، لمعه عينيها وهى تتحدث عنه كانت تجعلنى اتمنى ان اكون مكانه ، ان تحبنى احداهن بهذا الشغف ، ان تشتاق الى بهذه اللهفه ، ان تجن بي واجن بها ، ان اقرأ لها قصائد نزارية ، وتغنى لى هى اغنيات فيروزية ، نعم انا سعيد للغايه بدعوتها التى فى يدي وسأذهب لأرقص فرحا ايضا ان اردت ، لن اضيع كما تريدنى ان افعل ، وان ضعت فهل تظن ايها الاحمق اننى سأضيع وحدي ؟ نعم اسخر منك ، كما سخرت منى منذ قليل سأسخر منك مرات ومرات ، لم تفعل بي هكذا، لقد جئتك لتنصفنى ، جئتك لتخرجنى من سجن الاكتئاب الذي دخلته رغما عنى ،يائس انا، نعم ، ولكنى ابحث بك عن ضالتى ، اهذا هو جزائى، انت قاض ظالم وقاس ، لم اتوقع منك ذلك ، لم اتوقع منك ان تجلدنى ، ان تكسر شتات ما بقى بي من امل وطموح ، توقعت ان تنتشلنى من التيه لا ان تحكم على به ابديا ، لقد حطمت املى فيك
-لم تترك لي الخيار ، لقد حذرتك مرات ومرات ،أنرت لك الضوء الأخضر مرات ومرات ، ولكن انت الذى اخترت الطريق الأسود، انت الذي ………..
-وجئتك لتخرجنى منه ، لا لتلقينى الى اعماقه…
_ وأنت ترى اننى لم أحاول هه؟ لم احاول يوما ان أخرجك من دوامتك ، من وحدتك ، من احباطك الخانق ؟ هل أعطيتنى يوما فرصه ؟ هل فكرت يوما ان تحاول انت ان تمشى معى فى طريقي .. بل طرقى المتعددة التى حاولت ان تمش معى فيها ؟ كنت دائما تهرب منى فى أول الطريق ابعد طريق مشيت فيه لم تكمل حتى منتصفه … جعلت منى شبحا ، حاضرا غائب ، ميتا حى ، لا حياه لى ، ما انا الا صنعه يدك ، تتهمنى بالقسوة ؟؟ ياللسخريه ؟ ومن وضع بي تلك القسوة ؟ لقد ظلمتنى قبل ان اظلمك ؟ انت الذي صنعت منى هذا القلب الصخري ، هذه الأحكام العمياء التى أصدرتها لم أكن لأصدرها لولاك أنت اسمع،لا تلقى على باللوم ككل مرة، لم أكن وحدى أبدا المخطئ ، ولم تكن أنت دائما الحكيم الرافض لكل حماقاتى ، لا تنكر انك كثيرا ما تركتنى وحدى وأنا فى أمس الحاجه اليك ، بل وأحيانا ما كنت تضعنى على طرق أكرهها ، لمجرد انك ترى ان هذا هو الطريق الصحيح ، لمجرد ان هذه هو الطريق الذى يسلكه كل الناس ، وأنت تعلم جيدا اننى ابدا لا امشى فى طريق لست مقتنعا به ، وأن كثيرا ما يمشي الناس كالروبوتات ، دون تفكير ، تعلم أننى لم ولن أكون نسخه ، تفهم تماما ان هذا هو سر كأآبتى وأحباطى ويأسي كنت دائما ما تقول لى انت لست مختلف ، أنت ككل الناس ، أنا الذى سئمت هذه المرة وسأنهى كلامى سريعا ، قضى الأمر عزيزى أنا ، الحكم هذه المرة بيدي انا ، وسأتجاهل تهمه القسوة ، احكم عليك بالتفاؤل الأبدي وبالصمت على الوجع ، احكم عليك بالبسمة والامل الذي لا ينقطع ، احكم عليك بالحياه ، رفعت الجلسة.
#كلمات_مسحورة
اترك تعليقًا