هل كنت تعلم من قبل أن لكل إنسان أسلوب تحفيز مختلف يدفعه للأمام؟ لعل ذلك هو السبب الرئيسي أن التحفيز لا ينفع الكثيرين.
نستمع دائما لجرعات عالية من الفيديوهات والمدونات الصوتية(البودكاست) المليئة بعبارات التحفيز، نشعر بأننا نستطيع هد الدنيا وبنائها من جديد. وفي اليوم التالي يصبح كأن شيئا لم يكن.
يعلم أغلبنا أن للبشر أنماط شخصية مختلفة -وهذا طبيعي ومنطقي- ولهذا لا نستطيع كلنا أن نجد دوافعنا والأشياء التي تدفعنا للأمام بصورة موحدة -إلا إذا تحولنا فجأة لروبوتات يتحكم فينا أخرون حسب رواد نظرية المؤامرة 😀 -.
حسنا… وضحي لنا أكثر… كيف سنستفيد من معرفة نمط التحفيز الخاص بنا؟
الكثير في الحقيقة…
1- تغيير السلوك:
يجعلك فهمك لنمطك التحفيزي أكثر قدرة على فهم نفسك، وبالتالي يساعدك على تغيير سلوكك وتفكيرك بالطريقة التي تناسبك. وستستطيع بناء عادات تقصر عليك الطريق نحو أهدافك.
2- شعور بالرضا:
عند فهمك لنمط أكثر، ستجد خطواتك الواضحة نحو هدفك. وسيجعلك ذلك راضيا عن نفسك.
3- الوعي الذاتي:
يجعلك نمط التحفيزي كذلك ذو وعي ذاتي أكبر، الأمر الذي يجعل دوافعك أوضح. وقدرتك على حل المشكلات التي قد تواجهك أكبر.
والآن… ماهي أنماط التحفيز؟
قبل أن أخبركم عن أنماط التحفيز يجب علينا أن نفهم أنه ليس كاتالوج تختار منه شيئا واحدا فقط. فقد تجد نفسك مثلا في 3 من هذه الأنماط. لا تحصر نفسك في نمط واحد.
1- تلبية الاحتياجات:

هذا النمط تقريبا سائد لدينا جميعا. خُلقنا كبشر لدينا احتياجات رئيسية، كالحاجة للطعام والشراب والمسكن مثلا، قد يكون هذا هو الدافع الأول للعمل من البداية.
هذا النمط من التحفيز قد يجعلك تتحمل سخافات مديرك. أو صعوبة العمل رغم حبك له. أودراستك المملة.
2- الإنجاز:

تذكر شعورك في كل مرة أنجزت عملا هاما، أو حصلت على ترقية. أو نال عملك إعجاب العميل. أو نجحت في اختبار كنت خائفا من نتيجته.
شعور رائع أليس كذلك؟
يجعلك نمط الإنجاز متحفزا ومتعطشا لإنجاز يلوه إنجاز. ويجعلك فخورا بنفسك. حتى إن كان إنجازا بسيطا.
3- المواقف المشجعة:

هذا النمط يجعلك متحفزا في موقف معين. يعطيك هذا الموقف دافعا أكبر للانطلاق. كالكتابة أو الرسم. أو التحدث أمام الجمهور.
يعطيك هذا الموقف القوة. الموقف أنت فقط من تحدده حسب توجهاتك وميولك.
4- التعلم:

هذا النمط يهدف للتحفيز على المدي الطويل. فمعرفة معلومة تلوها المعلومة تجعلك نهما أكثر للمعرفة. وبالتالي تظل متحفزا. وعند كل مرحلة تجد نفسك وصلت لمرحلة أكبر من التي خططت لها فقط بسبب تلك المعلومات البسيطة التي التهمتها يوميا.
دافع التعلم ينفعك خاصة إن كنت طالبا- ونحن مفترض أن نظل طلبة للعلم حتى يأخذ الله أمانته- ويجعلك مستمتعا بعملية التعلم في حد ذاتها. بجانب طبعا النتيجة النهائية.
5- الحوافز:

هل تذكر وأنت طفل. حينما كان يطلب منك أبواك أو معلمتك فعل شيء ما ثم يكافئوك بهدية عند فعله؟
هذا هو تماما المقصود. المكافأة.
عند علمك أنك ستحصل على مكافأة في النهاية. حتى وإن كنت ستهديها لنفسك. يجعلك ذلك متحفزا ومتحمسا لإنهاء المهمة أو حتى العمل عليها. على عكس نمط التعلم فأنت هنا تسعى للنتيجة النهائية أكثر من المهمة بحد ذاتها.
6- الخوف:

يشبه ذلك نمط الخوف إلى حد كبير نمط تلبية الاحتياجات. ولكنه في الحقيقة ليس مفضلا.
هناك بعض الناس يتحفزون لأنهم خائفون.
خوف من العقاب. خوف من الفقدان. خوف من الفقر.
الخوف فعّال ولكنه سيء من الناحية النفسية في أغلب الأحوال. رغم أن هناك أشياء قد تكون إلى حد ما إيجابية. مثلا أن تترك السجائر خوفا من أمراض القلب والرئة.
7- القوة:

يتحفز بعض الناس عند شعورهم بالقوة، والقدرة على التحكم بحياتهم في كل لحظة. يجعلهم ذلك في حماس دائم للانطلاق وتحقيق أهدافهم.
هؤلاء الناس قد يعطون القوة لمن حولهم أيضا. ويعطوهم كذلك الدافع للاختيارات المناسبة لحياتهم.
8- المجتمع المناسب:

كونك في المجتمع المناسب أو البيئة المناسبة يجعلك أكثر حماسا ونشاطا. فكل ما ستجده هناك هو النقد البناء والدفع للأمام والتشجيع. تماما كما وجدت أنا في مجتمع رديف. -انصحك بشدة بالاشتراك إن كنت مهتما بالكتابة-.
بمجرد معرفتك بنمط المناسب. وما الذي يحفزك حقا. سترى الطريق أوضح.
والآن أخبرني ما أكثر أنماط رأيت فيها نفسك؟
دمتم بود
مصدر التدوينة:
اترك تعليقًا