هل تذكرون تلك الاغنية التي أظن أن لحنها في أذنكم الآن عندما قرأتم العنوان؟ الكثير من الناس لا يعرفون معني الاعتذار، وقد تأخذهم العزة ولا يقولون أبدا كلمة أسف. ظنا منهم أن ذلك يقلل من قيمتهم.
قد نأخذ الكثير من ردود الأفعال الخاطئة، تلك الأفعال التي تؤذي الأخرين دون ان يكون لهم ذنب، أو بسبب فهم خاطئ فهمناه.
لماذا علىّ أن أعتذر من الأساس؟

1 – الاعتذار يُظهر ندمك على الفعل السيء أو القول الجارح، كما أنه يعني أنك تفهمت مشاعر من أمامك.
2 – يساعدك اعتذارك على خطئك على أن تستعيد علاقاتك بالآخرين، وتقّوي ثقتهم بك.
3- يعني الاعتذار أنك مسؤول عما فعلته وتتحمل نتيجة عواقبه.
4- يساعدك اعترافك بالخطأ على أن تفكر أفضل المرة القادمة.
5- يحسن الاعتذار من صورتك الذاتية، أن تغلبت على نفسك وقمت بشيء صعب.
الاعتذار من شيم الكبار وقبوله من شيم الكرام
مثل عربي
ماذا لو لم أعتذر؟

ببساطة ستدمر علاقتك بمن حولك، وستظهر دائما بمظهر النرجسي المغرور.
لن يحب أحد التعامل معك وسيهرب الجميع منك.
إن كنت كثير الخطأ في العمل ولا تعتذر ولا تعدل تلك الاخطاء، فستكون معرضا لفقدان عملك وعدم وجود فرص عمل آخرى.
إن كنت انت مديرا خطّاءا لا يعتذر فصدقني ستخسر شركتك موظفوها ، او لن تزيد أرباحها، لأنك ستكون خلقت بيئة عمل سيئة لن يتحملها أحد مع الأيام.
حسنا ، فرضا أننى أقتنعت بأهمية الاعتذار، كيف أعتذر؟

بداية أتفهم تماما صعوبة الاعتذار على البعض، لأن الكثيرون يرون في الاعتذار جرحا للكرامة لأنه يعرضهم للإحراج أمام الأخرين، رغم أن الاعتذار تصرف شجاع للغاية.
كلمة أسف، أو اعتذر على هذا الموقف أو ذاك، نعم سهلتان ولكن في الموقف نفسه قد تكونان أصعب من تعلم الصينية، ولكن عند قولهما بصدق سيكون لهما مفعول السحر، خاصة إن لم يكن الموقف سخيفا والخطأ كبيرا، قد تحل معظم المشاكل في العلاقات الإنسانية فقط عند الاعتراف بالخطأ وعدم تكراره مرة أخرى.
مهم للغاية أن لا يكون الاعتذار مجرد كلام، بل الاعتذار في الحقيقة هو وعد بعدم تكرار الموقف أو الخطأ مرة أخرى، وكذلك أنك فهمت خطأك وتعلمت منه وستقوم بالأمر بالطريقة الصحيحة في المرة القادمة.
الاعتذار لا يعني أنّك على خطأ فقط، بل يعني أنك تقدّر العلاقة مع الآخرين وتمنحها أهمية كبيرة.
جبران خليل جبران
اعتذرت ولم يُقبل اعتذاري، ما العمل؟

ضع في الاعتبار أن الاعتذار ليس ذلا، هو فقط اعتراف صادق بخطأ ما ، لذا إن كنت صادقا فى اعتذارك، وفعلت ما في وسعك لتصحيح خطأك، ولم تكرره مرة أخرى، ولكن لم يسامحك الطرف الآخر، حينها دع الأيام تداوى جرحه، ولا تذل نفسك أكثر من اللازم.
ملحوظة هامة:
اتحدث هنا عن الأخطاء الصغيرة التي قد تضايق الاخرين أو تجرحهم، ولكن الأخطاء الكبيرة التي تدمر الحياة كالخيانات أو التسبب في فصل أحدهم من العمل ظلما ، هنا ستحتاج لأكثر بكثير من مجرد أعتذار.
الاعتذار سهل صعب، لا يقوم به إلا الشجعان، ولا بأس أن تتعلمه مهما كان عمرك، فالآوان لم يفت أبدا لكلمة آسف.
دمتم ببركة
مقال مفيد، شكرا.
إعجابإعجاب