نقول دائما ان أفضل وقت للبدء هو الآن ، ولكن العديد من الناس يجعلون نهاية العام وبداية العام الجديد فرصة لتجديد أهدافهم، وبناء عادات جديدة تساعدهم على تحسين حياتهم، وتجعلهم أشخاصا أفضل سواء على المستوي المهني أو الشخصي أو الصحي أو في العلاقات بينهم وبين الآخرين.
والآن، ما العادات التي يمكن أن أبدأها الآن أو في بداية العام الجديد لتغير حياتي في نهاية العام؟
في الحقيقة هناك عدد لا يعد ولا يحصي من العادات، حسب طريقة تفكيرك و مرحلتك الحياتية وما تحتاجه فعلا، فليس كل العادات تناسب كل الناس. ولكن هناك البعض منها مناسب للأغلبية.
وهناك عادات من كثرة تكرارها والكلام فيها أصبحت مملة وأقل من عادية، ولكن إن نظرنا لها نظرة إنصاف نجد أنها بالفعل قد تغير الحياة أو على أقل تقدير تحسنها، وقد ننظر لأنفسنا يوما لنندم ونقول يا ليتنا بدأنا قبل اليوم.
1- الأستيقاظ مبكرا:
هل سئمتم من هذه النصيحة التى تلاحقكم في كل مكان؟ حسنا هل جربتم أن تعملوا بها ولو لأسبوع واحد؟
في الحقيقة الاستيقاظ مبكرا من أصعب العادات وأكثرها أهمية، لا أخفيكم سرا لازلت أحاول أن ألتزم بها لأني قد لا أستطيع في كل الأوقات وخاصة في نهاية الأسبوع – رغم ان هناك من يقول أنه يلتزم بها يوميا- .
يعطيك بدأ اليوم مبكرا حرية التحكم في وقتك، فيكون يومك أطول من غيرك، فبالتالي تستطيع أن تنجز الكثير في يومك، حتى لو كان هذا الإنجاز فقط في رياضة خفيفة صباحية أو صفحتين كتاب وصفحتين من القرآن الكريم.
يمكنك التغلب على صعوبات الاستيقاظ مبكرا بأن تحاول النوم بشكل أبكر، أو بغفوة خفيفة عند عودتك من دوامك في نصف اليوم.
2- شرب الماء:
يؤثر شرب الماء على صحتنا تأثيرا مباشرا، يجعلنا أكثر نشاطا وحيوية، كما أن ترطيب الجسم يحميك من الكثر من المشاكل الصحية التى قد تصيبك نتيجة لقلة شرب الماء مثل الشعور بالتعب وانخفاض الطاقة ، و والمشاكل الجلدية و تأثر الجهاز المناعي، ومشاكل الكلى وغيرها الكثير.
أجعل لك كوبا في الصباح بعد الاستيقاظ مباشرة وكوب قبل النوم كأساس، ثم وزع باقى الكمية -يوصي ألا تقل عن 8 أكواب- على مدار اليوم.
يمكن لتسهيل الأمر على نفسك أن تضع منبها يساعدك أن تشرب نصف كوب كل ساعة مثلا، أو أن تجعل دائما زجاجة مليئة بالقرب منك.
3- تعلم:
ضع لنفسك هدفا أن تتعلم شيئا جديدا كل يوم، حتى ولو كان معلوما صغيرة تسمعها على بودكاست أو تراها على فيديو يوتيوب.
معلومة صغيرة تتعلمها سواء في مجال عملك ، أو لتتطوير حياتك، أو حتى كثقافة عامة. تثري فكرك وتغير نظرتك للأمور. ولو جعلت الأمر يومي فسترى عقلك تطور 365 مرة أكثر من السنة السابقة.
4-تطوع ، تصدق:
تجعلك الصدقة أو التطوع شخصا أكثر إحساسا بغيرك، كما أنها تمنح حياتك البركة حتى في القليل. وتذكر دائما أن تتصدق حتى ولو بابتسامة لشخص كبير أو طفل مار جوارك.
5- تحرر من وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا):
كلنا بلا استثناء لدينا مرحلة من مراحل الإدمان على الهاتف النقال. أغلبنا لا يملك السيطرة إن سمع صوت إشعارا. ليتفقد هاتفه بسرعة وكأن العالم سيتوقف إن لم يفتحه ويراه.
اجعل هدفا أساسيا لك العام الجديد أن تقلل من إدمانك على الهاتف، وعلى استعمالك لوسائل التواصل الإجتماعي – إلا إذا كان عملك مرتبط بها-
يمكنك فعل ذلك بخطوات بسيطة، مثل إلغاء الإشعارات مثلا، أو تفعيل تنبيه أثناء أستخدامك التطبيقات لتضع لنفسك حد استخدام.
6- الروتينات من أهم العادات:
وضع روتين صباحي أو مسائي شيء سخيف وملل، خاصة إن كنت مثلي تكره الروتين ، ولكن في الحقيقة الروتين ليس سيئا في كثير من الأوقات.
توفر علينا تلك الخطوات الصغيرة مساءا أو صباحا دقائق إضافية لننجز ما نريد إنجازه في يومنا، كما أنها تعطينا شعور أننا بالفعل أنجزنا أشياء حتى ولو كانت بسيطة
الروتين في أساسه تنظيم، ويصبح شخيفا ومملا إن قررت ان تجعله كالخشب، ولكن إن جعلته كالمطاط مرن فسيكون من أروع العادات التى يمكن إضافتها لحياتك.
7- اقرأ:
القراءة تنير العقل وتثري الروح، وتجعل تفكيرك أكبر من عمرك، وتساعدك على اتخاذ قرارات أفضل في حياتك. فقط أنتق الكتب التي تناسبك، جرب هذا الكتاب وذاك وأحكم بنفسك.
لا بأس من أن تستفيد من ترشيحات الآخرين، ولكن ليس كل ذوقنا في الكتب واحد، قد تقرأ ترشيح ولا يعجبك، وقد يعجبك ما لا يعجب غيرك.
لعلكم تقولون لأنفسكم ان ما أقوله من عادات يعتبر “كليشيهات” أي أشياء محفوظة ومعروفة وتعاد في كل مكان، ولكن تلك ال”كليشيهات” تغير فعلا فينا.
تلك الخطوات التي دائما ما نؤجلها ونظن أن غيرها أهم منها، نكتشف مع مرور الأيام أنها التي كان من المفترض أن نتبناها من البداية.
و لا تنس أبدا أن العادات لا تؤخذ بحماسة زائدة، هونها على نفسك وأضفها خطوة خطوة. العادات تتثبت بعد 21 أو 60 يوما كما ذكر روبن شارما، ويفضل أن تبدأ بواحدة وتثبتها ثم تبدأ في التالية.
دمتم بكل ود
حنين حاتم 
اترك تعليقًا