كنت قد أخبرتكم أنّى أقرا كتاب العادات الذرية صوتيا ووعدت أن أكتب عنه مراجعة لأعطيكم انطباعاتي عنه.
حينما قرأت العنوان لأول مرة ظننت انه يعني العادات الرائعة، لأننا في مصر نطلق كلمة ذَرّية أحيانا على الأشياء الرائعة المبهرة. ولكن عندما قرأت الكتاب وجدت انه يقصد معنى أخر تماما. ولو أن ألمعني الذي فهمته مناسب ايضا.
لأنك ستضيف لحياتك عادات صغيرة رائعة تغير حياتك تماما.
ما هي العادات الذرية:
العادات الذرية وبكل بساطة فكرتها جاءت من الذَرّة. شيء صغير للغاية، إذا اجتمع بطريقة ما تكون شيئا أكبر.
ما الذي يعنيه هذا؟
يعني أنك لتغير أو تضيف عادة جديدة في حياتك عليك ان تبدأ الأمر بخطوة واحدة صغيرة مستمرة.لأن الأشياء الصغيرة هى التى تصنع التغيرات الكبيرة
فكّر في الامر. كم مرة كنت تريد شيئا ما بشدّة وتحمست ثم انطفأت نار الحماسة بسرعة كما اشتعلت بسرعة؟
الفكرة في العادة الذرية أن تُشعل النار ببطْ شيئا فشيئا لتطهو العادة طهوا جيدا. لتستطيع تقبلها والاستمرار عليها.
كيف أضيف العادات الذرية هذه؟
الامر جد بسيط. هناك خطوات سهلة للغاية كما شرحها جيمس كلير مؤلف الكتاب
سهّلها:
نحن نحب كل ما هو سهل، لا يوجد عاقل يري امامه طريقان للهدف نفسه واحد صعب وواحد سهل ويختار الصعب. لهذا إن أردت أن تضيف لحياتك عادة سّهلها.
اتبع قاعدة الدقيقتين. أى عادة تريد إضافتها لحياتك حدد دقيقتين فقط لفعلها. ثم زد الأمر شيئا فشيئا. كما أنه يجب عليك أن تقلل صعوبة البدء. بمعنى إن أردت أن تبدأ أبدأ الآن. لا تقل سأمارس الرياضة بمجرد أن أشتري yoga mat . أو سأتناول طعاما صحيا من الغد الذي لا يأتي أبدا.
ابدأ على الفور ثم عدّل وحسّن فيما بعد.
لو أصبحت ممتعة ستصبح مستمرة:
كلنا نحب أن نفعل الأشياء بحُب واستمتاع. لذا عند إضافة أي عادة يجب أن تجعلها محببة لنفسك. فمثلا إن أردت أن تقرأ فأقرأ كتابا صوتيا أثناء القيام بنشاط آخر.
الأمر كله عائد لك. لأنك وحدك من تعرف ما الذي يجعلك مستمتعا
اجعلها ظاهرة أمامك:
اجعل الأشياء التي تحفز العادة ظاهرة امامك، مثلا ضع الخضراوات امامك في الثلاجة بدلا من الحلويات. ضع كتابا بالقرب من سريرك لتقرأ قبل النوم. جهز حذاء المشي وملابسه من الليلة السابقة وضعهم في مكان ظاهر.
تقليل صعوبة البدء وجعل كل شيء أمامك يقلل الوقت المستغرق في التجهيز للعادة، ويبعد عنك حجة المرة القادمة فأنا الآن مستعجل.
كافئ نفسك كل مرة:
يستمتع الناس بالمكافأة، لذا كافئ نفسك دائما بمجرد إنهائك لخطوة في سعيك نحو العادات الرائعة التي تريد إضافتها لحياتك. يحفزك ذلك دائما على الاستمرار.
حسنا، ماذا لو أردت أن أهدم عادة سيئة لدي؟
أرأيت كل ما سبق؟ أعكسه
اصعّبها:
اجعل الوصول للأشياء التي تريد هدمها صعبة. تريد مثلا التخلص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟ ضعها في ملف واجعل احد المقربين منك يغير مكانها كل فترة، وضع عليها رقما سريا. صدقني ستشعر بالكسل ولن تريد تصفحها إلا حينما تريد أن تقوم بشيء ما فعلا وليس على سبيل الملل.
اخفيها عن ناظريك:
دعونا نستمر على مثال وسائل التواصل الاجتماعي. كيف ستقاوم رغبتك في الوصول إليها وأنت تري إشعارا كل دقيقتين يقول لك هيا تعال أمر تافه قد حدث.
اغلق إشعارات المواقع التي تستنزف من وقتك الكثير. قد تنسي أصلا في خضم يومك أن تمسك بهاتفك طالما لا تسمع صوت الاشعارات المستمرة.
اجعلها غير مرضية:
عاقب نفسك إن وجدتها تفعل هذه العادة رغما عنك. فنحن نبتعد دائما عن الأمور التي تسبب لنا الألم والحزن. لذا تمسك بإن تجعل العادة السلبية مصدر إزعاج لتذهب لعادة إيجابية تجلب لك السعادة.
نفّر نفسك منها:
أكتب كل عيوب العادة وضعها أمامك طول الوقت، سينفرك ذلك على الأغلب من القيام بها. كما أبتعد تماما عن الأشياء التي تحفزك على القيام بها.
يقول جيمس كلير في الكتاب كذلك أن العادات وبنائها أهم من وضع الأهداف. لماذا؟
لأنك حينما تثبت العادة ستكون متمسكا دائما بالأفضل. أما حينما تتمسك وتهتم أكثر بالأهداف فقط. فغالبا ستتوقف عما كنت تفعله بمجرد وصولك لهدفك.
الكتاب رائع ومليء بالمعلومات والتجارب الشخصية والحكايات التي يحكيها جيمس كلير عن نفسه وعن غيره. يعجبني هذا النوع من الكتابات لأنه بعيد عن التنظير. بحيث يقول لك الكاتب أنا مثلك. لا يتكلم بطريقة أنت فاشل لذا اتبع ما أقوله لك لتنجح.
تجعلك تجربة الكاتب الشخصية تشعر بانه “إن كان قد استطاع أن يفعل ذلك فأنا أيضا استطيع”.
أنصحكم به وبشدة.
دمتم دائما وأبدا بود
حنين حاتم (كلمات مسحورة) 