تحكمت في وقتك ولازلت تشعر بالتوتر؟ لعلك أخذت النصيحة الخاطئة[ست خطوات لشحن طاقتك]

نقرأ جميعا النصيحة الهامة بأهمية الوقت وكيفية إدارته، نحاول كما يقولون ترتيب الأولويات وإزاحة المهام الغير هامة والتي تضيع الوقت هباء، لأننا نستوعب تماما أن الوقت الذي يمضي لا يعود أبدا.

ولكن نجد أنفسنا بعد فترة لازلنا في دوامة الإرهاق ومنهكون، وأننا مشغولون أغلب الوقت، وكما نقول”مخنا مبيبطلش تفكير” حتى وإن كنا جالسون ويبدو علينا السكون.

بمجرد تنظيم وقتك، تجد نفسك بعد فترة أعتدت الامر، ووقد يصبح الأمر أكثر إنهاكا لك إن تماديت في الأمر ونظمت أمورك بطريقة صارمة لا مرونة فيها.

إذن تنظيم الوقت أمر سيء أليس كذلك؟

بالطبع لا!

تنظيم الوقت وحسن إدارته من أهم المهارات التي يجب أن نمتلكها جميعا في حياتنا، وأن نعرف متي نفعل ماذا.

ولكن إلى جانب ذلك، علينا أن نمتلك مهارة أخري بنفس الأهمية أو أكثر.

وهي : كيفية شحن الطاقة.

هناك العديد من الأشياء التي تستنزف طاقتنا دون أن نشعر، مثلا التفكير الزائد قبل النوم، يُحول النوم من أمر صحي يشحن الطاقة للغد إلى أمر سلبي، وتجد نفسك في الصباح منهك كأنك لم تنم أبدا، وبالتالي لن تستطيع على الأغلب بإنجاز ما قد خططت له.

حسنا… كيف أشحن طاقتي؟

في الحقيقة شحن الطاقة من الامور التي نقول عنها السهل الممتنع، لأنها تحتاج تدريب ولكنها بالطبع ليست مرهقة في التدريب عليها، وبمجرد أن تمتلك المهارة ستستطيع بكل سهولة أن تكون أكثر هدوءا وأق إنهاكا.

1- استمتع باللحظة الحالية:

استمتع باللحظة الحالية لتتخلص من التوتر

لعلك سمعت هذه النصيحة كثيرا، ولعلك من الأشخاص الذين سخروا منها، ولكن فكر قليلا:

جالس انت تعمل على مشروع مهم للغاية قد يغير حياتك، وبدلا من أن تركز على ما يجب فعله على تطوير المشروع. تجعل تركيزك على رد فعل العميل، أو تقول لنفسك، لو كنت تعلمت كذا من سنتين لكنت أنجزت المشروع في وقت أقل.

هل ستنجر المشروع بصورة سليمة في وقت قليل؟

لا أعتقد ذلك.

حضرت مرة محاضرة ل ت هارف ايكر( هو مؤلف ومتحدث تحفيزي) قال فيها بكل بساطة: جرب أن تكون سعيدا بالأمس، أو أن تكون الآن سعيدا غدا، لن تستطيع إلا أن تكون سعيدا الآن، الآن فقط.

بمجرد تركيزك على ما تفعله في هذه اللحظة الآنية تكون قد ضربت عصفورين بحجر، الأول ألتزمت بإدارة وقتك لأنك ستنجز أكثر في وقت أقل، والثاني أن تكون قد قللت من التفكير مما قد يحدث في المستقبل، أو الندم على ما قد ذهب ولن يعود.

لن أخبرك بأهمية تلك النقطة حتى في علاقتك بالآخرين، بل سأسألك هل تحب أن يكون من تتكلم معه حاضرا معك ومنصت لما تقوله أم مجرد مستمع قد لا يعرف ما قلت أصلا لأن عقله ليس معك؟

2- المرونة:

كن مرنا في إدارة وقتك
Photo by Jadson Thomas on Pexels.com

الحياة ليست أبدا 1+1=2، الحياة أكثر مرونة مما تتخيل، إن لم يحدث ما خططت له لا تقلب الدنيا رأسا على عقب وتشعر أن الحياة انتهت.

فكر في طرق آخري، حاول أن تغير النظارة التي تنظر بها للأمور، كما تقول شخصية تداشي همادا في فيلم الأنيميشن الشهير big hero 6 -أنصحكم بمشاهدته بالمناسبة- ” أنظر من زاوية أخري”

3- الهدوء:

صورة لشخص هادئ

أعلم تماما أن الامر ليس بهذه السهولة، وأنك أحيانا تشعر أنك تنهار،وكأنك بركان يريد أن ينفجر، أشعر بك تماما.

ولكن إن ظللت في هذه الحالة ستتعب أعصابك حرفيا، ولن تستفيد أي شيء سوى “حرقة الدم” صدقني وأنا أكتب هذه السطور أنصح نفسي قبلك.

ولكن لا حل سوي محاولة أن نهدأ، بالتنفس أو بالتسبيح أو بقليل من المشي، او بكل هذه الأشياء، أو بشيء خاص بك يجعلك تهدأ كممارسة هوايتك المفضلة.

تلك اللحظات التي نسرقها لنهدأ ستغير كثيرا فينا شيئا فشيئا، وستجعلنا أكثر تحكم في ردود أفعالنا داخليا وخارجيا.

الهدوء يشحن طاقتنا بشكل رهيب، حتى و إن كان الامر في البداية مُرهقا.

4- الراحة:

صورة لشخص مسترخى

أمر بديهي، لا شيء ممتع أن تركض طوال الوقت لتشعر أنك منجز، ستجد نفسك في وقت ما توقفت منهكا ولا تستطيع فعل أي شيء.

أجبر نفسك على الراحة في وقت كل يوم ولا تجعله وقتا محددا-تذكر المرونة-، وبالمناسبة لا يُحسب وقت النوم كوقت راحة لأن النوم أمر إلزامي في يومك.

خذ وقتا لنفسك في زحام اليوم تجلس لتستمع لموسيقاك المفضلة، أو التنزه في حديقة، وحتى الجلوس والتأمل في السقف وفعل لا شيء، وقد تأتيك الإلهامات في هذه الفترة لأن ذهنك يكون في وضع هادئ.

5- تعاطف مع ذاتك:

صورة لفتاة في حديقة تعبر عن التعاطف الذاتي

لا بأس أن تحاسب نفسك على أخطائها، أو بمعني أدق تستفيد من أخطائك وتعمل على عدم تكرارها، ولكن جلد ذاتك وإلقاء اللوم على نفسك طوال الوقت يستنزفك: ياليتي فعلت كذا، ياليتنى لم أفعل كذا.

بدلا من ذلك خذ نفسا وتعلم مما قد حدث، وحاول مرات ومرات، إجعل لحظات الإخفاق دفعة وشحنة لطاقة تدفعك للأمام بدل من أن تُثّبتك في مكانك أو أن تجرك للخلف.

6- كن صديق:

صورة لمجموعة أصدقاء في حديقة تعبر عن التحكم فى التوتر

لا تعزل نفسك عن من هم حولك، سواء كانوا زملاء عمل أو أصدقاء قدامي أو الأهم العائلة.

جلسة لطيفة مع أحد الأشخاص يخفف توترك، صوت الضحكات والكلام الممتع يجعل يوم أكثر بهجة وإنتاجية، لأنك ستعود لإنجازاتك مهما كانت هي بسعادة ونشاط.

إدارة الوقت مهمة للغاية، ولكن إدارة طاقتك وشحنها أهم لأنها هي من تعطيك الدافع لإدارة وقتك بشكل أفضل. وبمجرد أن تتعلم شحن طاقتك ستستشعر بنفسك أن التوتر والإنهاك قد أصبحا أقل كثيرا، وأنك أصبحت أكثر خفة وسعادة.

دمتم دائما في ود وراحة بال.

رأي واحد حول “تحكمت في وقتك ولازلت تشعر بالتوتر؟ لعلك أخذت النصيحة الخاطئة[ست خطوات لشحن طاقتك]

اضافة لك

أضف تعليق

موقع ويب مدعوم بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑