تعلّم كيف تحسّن حياتك بالتوتر: نعم التوتر أمر جيد -أحيانا-

نتعرض جميعا للتوتر بشكل مستمر في مختلف المواقف في الحياة. فهو من أكثر المشاعر التي تقابلنا في رحلتنا. ولكن هل فكرت يوما أن التوتر قد يحسّن حياتك؟

دعوني أعترف لكم اعترافا أولا:

أنا شخصية أكثر ما تكره هي أن تتوتر. التوتر يجعلني أخطئ وأقوم بأمور عكس ما أنا عليه تماما. شخصيتي الهادئة تجعلني أتوتر من أشياء يراها البعض لا تستدعي كل ذلك. لا أحب الاستعجال فهو يوترني. ولا أحب الصوت العالي فهو يوترني.

التوتر يجعلني أنسي ما أريد تذكره. ويجعل عقلي يتوقف للحظات. لذا التوتر بالنسبة لي شيء سخيف لا أريد أن أشعر به.

هل أنت تشعر بما أشعر به؟

حسنا أنت على بعد خطوات من أن تغّير فكرتك تماما. مثلما فعلت أنا.

التوتر نوعان:

نوع سلبي:

وهو ما نشعر به جميعا. من ضيق وانزعاج. وشلل في التفكير أحيانا. وفي أسوء الأحوال قد يصل الأمر في أقصي حالته تطرفا إلى الإغماء من فرط التوتر.

ونوع إيجابي:

وهو ما نشعر به جميعا أيضا. ولكن لا ندرك أنه قد يكون من أنواع التوتر.

ماذا لو قلت لك أن توترك قبل دقائق من إلقاء كلمة أمام جمع من البشر قد يكون مفيدا؟
نعم، فأن التوتر الإيجابي أحيانا يجعلك أكثر حماسا إن استخدمته بشكل جيد. بمنعى أن تفكر في هذا التوتر بطريقة إيجابية.

فبدلا من أن يجعلك التوتر تصاب بشلل التفكير، وبدلا من أن تفكر كيف تهدئ- وغالبا لن تفعل- حوّل الموضوع إلى حماس، اجعل توترك يشعرك بالحماس، فلن تستطيع السيطرة على قلبك الذي يخفق بشدة ولا تسارع الأفكار بداخلك، نظمها بالحماس.

قل لنفسك أنا أستطيع. التوتر عادي وسيذهب عاجلا أم آجلا. وسأبلي بلاء حسنا بإذن الله.

حسنا حسنا. لعلني فهمت قليلا ما تقصدين، ولكن كيف أجعل توتري إيجابيا؟

الأمر ليس بهذه البساطة. ولكن لا تقلق فهو ليس بهذه الصعوبة. وأظن أنك لست مقتنعا تماما لهذا تسأل، فبالطبع تريد أن تقتنع بكل هذا الهراء الذي قلته من قبل. “قال توتر إيجابي قال” ولكن إن الله مع الصابرين فلعل مع السطور التالية تتغير وجهة نظرك.

1- اعترف أنك متوتر:

Photo by Burst on Pexels.com

أول خطوة أن تجعل توترك يتحول لإيجابي أن تعترف به، بل وتقول له حللت أهلا ونزلت سهلا.

التوتر من المشاعر العنيدة. إن حاربتها ستتمسك بك. وإن أهملتها سترحل عنك غير آسفة. وبالطبع ستكون أنت غير أسف أيضا.

2- افهم توترك:

Photo by Pixabay on Pexels.com

التوتر شعور يأتي نتيجة لحدث ما. بمجرد أن تفهم ما هو هذا الحدث بالضبط ستستطيع ان تتعامل معه.

ما الذى يعنيه هذا؟

يعني أن تفهم أن ما تشعر به هو نتيجة لشيء تهتم به جدا لدرجة أنك تحشي ان تفشل فيه. أو نتيجة لشيء تمقته جدا وتريد أن تذهي عنك أو أن لا يحدث أبدا.

في الاختيار الأول يكون التوتر هنا دافع وشيء يحمسك بتكون أفضل. توتر عادي سيذهب بمجرد أن تبدأ. أو أن تكمل الطريق.
أما الاختيار الثاني فهو أمر يحتاج منك القليل من المجهود لتفهم كيف تدير إحساسك تجاه هذا الشيء الذي تخافه. أو أن تعترف لنفسك لم تخافه أساسا. لعل خوفك مجرد وهم خلقته داخلك.

3- اقلب الموقف لصالحك:

Photo by Tatiana on Pexels.com

مبدأيا من الآن سأحاول التخفيف من كتابة كلمة التوتر. لعلك توتر الآن من تكرار التوتر التوتر. اهدأ الآن وخذ نفسا عميقا. فنحن على وشك الغوص أكثر وأكثر داخلك.

تخيل معي:

فجأة وبدون أي توقع منك. قام مديرك بترقيتك. أو ارتفعت مبيعات أو أسهم شركتكم بصورة لم تكن تتوقعها أبدا. ما الذي ستشعر به بعد الفرحة الغامرة وحمد الله والثناء على كرمه؟

نعم. لقد فهمتني.
مشاعر مثل: لن أستطيع أن أقوم بالمهام الكبيرة تلك. أو لن أستطيع أن أبيع بهذه الصورة مرة أخري.

ماذا لو قلت لك أن ما تشعر به قد يجعلك ترجع للخلف. وتراجع كيف حدث ذلك لتعمل على تطويره؟ بدلا من النظر للأمر كأنه عبء فجأة؟

انظر للأمر على أنه تحدي، بدلا من النظر له على أنه شيء يهددك أمنك وسلامك الداخلي.

إن الأمر كله داخلك. نظرتك للشيء هي التي تجعلك إما في القمة أو في القاع.

لا تجعل هذه المشاعر تثبتك في الأرض حتى تدفن مواهبك وقدراتك الحقيقية فيها. نعم فنحن في أحيان كثيرة ولأسباب كثيرة نرى قدراتنا أقل بكثير مما هي عليه. رغم أنه لو وُضعنا في مواقف معينة ستظهر هذه القدرات.

4- فكر غيرك تنسي نفسك:

Photo by Eren Li on Pexels.com

لا أعني بذلك بالطبع أن تتحامل على نفسك. بل بمجرد أن تفعل شيئا للآخرين أثناء توترك ينصرف انتباهك عن توترك. وبالتالي عندما تعود ستجد أنه رحل.

عذرا نسيت لقد قلت أنى لن أذكر كلمة توتر مرة أخرى 😀 😀

المهم.

فكر في المثال السابق. الترقية أو المبيعات الكثيرة. بدلا من المشاعر التي تجعلك تتوقف. فكر أن هذا رزقا لك ولعائلتك. فكر كيف تخبرهم بالخبر الجميل.

ماذا لو كان العكس؟ ماذا لو كان الأمر اقالة وليس ترقية؟

حسنا هنا الأمر يختلف تماما. ستغضب وسينفجر رأسك كالبركان. ولكن هل سيغير ذلك من الآمر شيء؟ اذهب واضرب مديرك. هل سيعُيدك لعملك؟

هنا حقك أن تشعر بكل شيء سيء. لأنك ستفكر أيضا بعائلتك ورزقهم. خذ كل وقتك. وعد للخلف خطوة وفكر.

ما الذي يمكن أن أفعله الآن؟ هل سأظل في الحالة الندب والشجب هذه؟ أم أبحث عن عمل آخر مهما صغر حتى أجد ما أستحقه.

فكر في خطوات عملية للخروج من هذه الأزمة. وصدقني -وأعلم أنك غالبا ستقول أنى أقول كلاما مثاليا وغير واقعي- قد يكون ذلك قد حدث للطف من الله. لا ليس قد، لابد أن ذلك حدث حتما للطف من الله، وسببا لشيء أفضل يفتح الله لك طريقه. عليك فقط أن تنتبه. أشعر بذلك داخلك مع السعي كما ذكرت لك.

والآن اقرأ بقلبك

كل المشاعر التي نمر بها في حياتنا تُغيرنا. تحسّن حياتنا أو تدمرها حسب تعاملنا مع هذه المشاعر. الحياة بنهج واحد على غرار فيلم Groundhog Day أو فيلم اسف على الإزعاج ليست ممتعة.

طبيعي جدا أ نتوتر. نحن بشر ولسنا آلات. وطبيعي أيضا أن ننزعج حينما نشعر بهذا الشعور.

مثلا: هل تخلصت أنا من توتري وخوفي منه؟ بالطبع لا. فلازلت أدرب نفسي وسأظل أفعل.

طبيعي جدا أن نمر بالتجارب والاختبارات التي تصقلنا وتجعل منّا أشخاص أفضل إن أردنا واخترنا أن نكون أفضل.

إن أردنا أن نكون منصفين. فغالبا التجارب الصعبة هي التي تُصقلنا وتجعلنا أنضج وأكثر تفهما للحياة.

الحياة صعبة؟ نعم بلا شك. ولكن إن عُرضت عليك كل حيوات البشر. فلن تختار إلا حياتك. أضمن لك ذلك بالمليون.

وأخيرا. أتمني لك حياة مليئة بالحياة. بعيدا عن التوتر السلبي. بها القليل من التوتر الإيجابي الذي يدفع دائما للتطور

دمت طول حياتك بود.

المصدر الرائع للتدوينة، والذي ألهمني وغير فكرتي تماما عن التوتر. وجاء في وقته كما أحب أن تكون تدوينتى بالنسبة لك :

How To Be Resilient: 5 Steps To Success When Life Gets Hard

رأي واحد حول “تعلّم كيف تحسّن حياتك بالتوتر: نعم التوتر أمر جيد -أحيانا-

اضافة لك

أضف تعليق

موقع ويب مدعوم بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑