ضيف كريم قادم في الطريق فهل استعددتم لاستقباله؟ اعرف كيف نستقبل رمضان شهر الخير.

بدأ العد التنازلي نحو الأيام المعدودات. وقرب العام التعبدي على الانتهاء. نعم فقط سمعت من أحد الشيوخ أن شعبان شهر رفع الأعمال فهو نهاية السنة التعبدية. ونبدأها مرة أخري برمضان لنبدأ السنة التعبدية الجديدة بجمع الحسنات ورفع الدرجات بالأعمال الصالحة.

ولكن أغلبنا يخطأ أكبر خطأ. وهو عدم إعداد العدة المناسبة للشهر الكريم.

كيف؟ سأخبرك.

أغلبنا يبدأ شهر رمضان بحماس وهمة عالية ثم يمّل ويفتر للأسف. وفي الوقت الذي من المفترض فيه ان نضاعف العبادة(العشر الأواخر) يكون قد ترك كل شيء للأسف.

ومجموعة أخرى للأسف ولا أتمني لي ولا لأحد منكم أن نكون منهم. يضع قائمة بالمسلسلات والبرامج الذي يريد أن يشاهدها. وقائمة بالخيم الرمضانية التي ينبغي عليه زيارتها.
ينسي هؤلاء ان رمضان شهر عبادة في المقام الأول. لا بأس أن تفطر مع أصدقائك في مكان خارج المنزل. ولكن لا يكون هذا هو همك الأول.

هو أفضل وقت للبداية هو الآن . وإن تأخرت قليلا فلا بأس. وحتى إن بدأت أول الشهر الكريم. المهم أن تتدرج.

حسنا كيف أستعد للشهر الكريم؟ وما هى الخطة المناسبة لأستطيع اغتنامه بأفضل طريقة ممكنة؟

أولا حضّر روحك:

قيام الليل:

Photo by Monstera on Pexels.com

درب نفسك من الآن على قيام الليل. ركعتان فقط فى جوف الليل أو قبل صلاة الفجر بنصف ساعة مثلا. تهيئ فيها نفسك لصلاة التراويح. ستجد الأمر ليس هين في البداية ولكن ستشتاق روحك إليه.
لا تجهد نفسك بالقيام كل ليلة إن لم تستطع. قدر إستطاعك إفعل ولو مرة أو اثنين في الأسبوع.
درب نفسك على الخشوع وعدم السرحان في الصلاة. وهو أمر للأسف غير هين. ولكنه على الله هين. أدعوه يرزقك الخشوع.

تدبر القرآن:

Photo by Abdulmeilk Aldawsari on Pexels.com

{شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ}

هل ختمت القرآن في رمضان من قبل؟ كل رمضان على الأقل مرة أليس كذلك؟ حسنا كم مرة استوعبت الآيات بقلبك وتغللت لأعماق روحك؟
يقرأ أغلبنا -للأسف- صفحات المصحف فقط ليحسب كم مرة ختم ويتباهى أمام أصدقائه وعائلته.
القرآن كل كلمة فيه بل كل حرف فيه بأجر بالطبع شيء لا اختلاف فيه، ولكن القرآن يحمل رسائل كثيرة لنا جميعا. ولكل واحد بشخصه .
قد تحل لك مشكلة لم تكن لتتخيل أنها تحل بسهولة، وقد ينشرح قلبك لأمر لم تكن تعرف عنه شيئا من قبل.
دعونا هذه السنة نتدبر أكثر، ونكتب الآيات التي فهمناها و تلك التي لم نفهمها لنبحث أكثر ونفهم أكثر. ليمون القرآن منهج حياة بحق. وإن فعلت ذلك مع الختم فسيكون ذلك في منتهي الروعة.

تأمل آيات الله:

Photo by Jeremy Bishop on Pexels.com

أذكر الله بتأمل آياته. إنها العبادة المنسية التى عرف بها الأنبياء جميعا الله سبحانه وتعالى. كانوا صلوات الله وسلامه عليهم جميعا ينظرون للشمس والقمر والسماء والحيوانات والزرع ويراقبون كل شيء حولهم. ويجزمون انه من المستحيل أن يكون كل ذلك صدفة أو إدارة آلهه كثيرة. إن كل ذلك من صنع خالق واحد. جل الله في علاه.

جرب رمضان هذه السنة أن تتأمل في كل شيء تراه عيناك. الشمس والقمر والنجوم. كل شيء. حتى ملامحك التى تراها في المرآة.
سبح الله وأشعر بها لا ترددها دون فهم حقيقي لمعناها.

الصيام:

Photo by Naim Benjelloun on Pexels.com

حقا؟ لا معلومة جديدة في الحقيقة. رمضان شهر صيام وأنتِ تنصحيننا بالصيام؟

اهدأ قليلا أيها القارئ وأنصت جيدا..

الصيام الذى أقصده ليس صيام طعام وشراب. وإنما صيام اللسان عن الكلام الخبيث. وصيام القلب عن الغل والحقد. وصيام الروح والنفس عن الهوى.
صيام صعب. أصعب من أن تمتنع فقط عن الطعام والشراب والشهوة.

دّرب نفسك من الآن. صم الأيام القمرية أو الأثنين والخميس قبل دخول الشهر الكريم. لتدخل الشهر غير منزعج ولا ممتعض من قلة المياه ولا من شدة الجوع.

ذكر الله والدعاء:

Photo by RODNAE Productions on Pexels.com

ضع لنفسك أذكارا وتسبيحات كل يوم. احمد الله على كل شيء تملكه في حياتك بل احمده على كونك على قيد الحياة. استغفره على كل شيء تتذكره أو نسيته.
املئ يومك بذكره سبحانه. استمتع بحلاوة الذكر في قلبك. وإن شعرت بذلك فصدقني لن تتوقف أبدا طوال حياتك

ادعوه ذو الجلال والإكرام. فقد وعدنا الله أنه سيستجيب فقط إن رفعنا إيادينا ودعونا. أطلب منه أي شيء مهما كان مستحيلا وأنت موقن بالإجابة. خاصة في الأيام المباركة. وأعلم أن الله يكتب لنا دائما ما هو خير. أنه الكريم العظيم الوهاب.
أسأل الله أن يستجيب لي ولكم .

ثانيا حضّر منزلك:

Photo by Thirdman on Pexels.com

ماذا إن اتصل بك شخص عزيز جدا لقلبك. و أخبرك أنه قادم لزيارتك ماذا ستفعل؟ نعم ستحضر نفسك ومنزلك تمام التحضير لاستقباله. ألا يستحق منا الشهر الكريم هذا الإهتمام؟

1- زينة رمضان أشكال وألوان:

Photo by RODNAE Productions on Pexels.com

تتزين المنزل ليس أمرا مبالغا فيه أو شيء سخيف. ولا هو أمر نفعله لإبهار الضيوف. بل فكرة زينة رمضان أصلا لزرع البهجة والفرحة في النفوس. خاصة الأطفال.
تحبب الزينة والفوانيس الأطفال في رمضان. وتجعلهم يتلهفون لأستقباله وينتظرونه كل عام ليشاركوا في تعليق الزينة و صنع الفوانيس أو شرائها.

لا يحتاج الأمر لكثير من التكاليف. إن لم تستطع شراء زينة جاهزة. أو حتى الأدوات التي يمكنك بها صنع واحدة فورقة بيضاء تقطع على شكل مثلث وتلون وتلصق ببعض الخيط وتعلق. أمر سهل وبسيط ولكنه سيجعلك تشعر بالأجواء الرمضانية وبروحانيات رمضان. نعم صدقني. ليس عندي دليل علمي أقدمه لك ولكن أؤكد لك ما أقول.

2- حبب الأطفال في رمضان:

بالنسبة للأطفال ممن سيبدؤون الصيام فإن لوحة الصيام فكرة ممتازة لتشجيع الأطفال على الصيام.

والجدير بالذكر هنا أن العديد من الشيوخ فضلوا عندما يتم تعويد الطفل على الصيام لأول مرة أن يصوم قبل المغرب بساعة ثم ساعتين ثم ساعتين ونصف ثم من العصر للمغرب وهكذا.

وليس الطريقة القديمة من الاستيقاظ للظهر ثم إلى العصر وهكذا، تلك الطريقة الأولى تجعل الطفل يشعر بفرحة الإفطار مع الكبار.
كما أن التعويد التدريجي يمنحه تحديًا أكبر ليكمل أكبر عدد من ساعات الصوم. حتى يصوم مثله مثل الكبار دون تعب أو كره للصيام من البداية. -أجربها مع أبني ولله الحمد-.

اللوحة ببساطة أن تكتب أيام الشهر الكريم وتعد كم صام ولكل يوم صيام مكافأة. من الممكن أن تجمع الأيام وتكافأه بهدية كبيرة نهاية الشهر أو تمنحه شهادة تقدير.

اشتر لهم الفوانيس أو أجعلهم يصنعونها معك. الفوانيس رمز من رموز رمضان خاصة هنا في مصر.


هذه الأشياء البسيطة تربط الأطفال بروح رمضان وتجعله يستشعر أهميته.

3- المطبخ وما أدراك ما المطبخ:

Photo by Thirdman on Pexels.com

الإسراف شيء مرفوض بل ومقيت. وشهر رمضان ليس شهر مجاعات لنشتري كل شئ وبكميات أكثر من المفترض.
أعلم أن رمضان شهر التجمعات العائلية. ولكن ليس معني ذلك أن نقيم موائد عريضة لأربع أشخاص زيادة عن الأسرة مثلا.
إكرام الضيف واجب ولكن ليس بطريقة مبالغ فيها تكون للأسف غالبا فقط للمباهاة.

أما عن الأفكار لتحضير المطبخ فليس الغاية منها إلا تقليل الوقت المستغرق في المطبخ. نعلم جميعا مدى الإرهاق الذي يصيبنا خاصة في الجو الحار عند المكوث في المطبخ أثناء الصيام. وعلى جانب أخر استثمار هذا الوقت في قراءة القرآن مثلا.

وكنت قد كتبت عن تحضيرات أكثر للمنزل وللمطبخ في مقالة كيف نحضر منازلنا لاستقبال رمضان على منصة زد.

وأخيرا:

أشتاقوا لرمضان، ودعوا عنكم أعداء الفرحة من أتباع ” رمضان مش زى زمان”.
افرحوا بقدوم الشهر الكريم. شهر الخير والبركة وانتظروه على أحر من الجمر. وهللوا واستبشروا بقدومه. وقولوا معي مرحب مرحب يا هلال

اللهم بلغنا رمضان جميعا غير فاقدين ولا مفقودين. واكتب لنا فيه أجر كل الاعمال الصالحة يا رب العالمين.


3 رأي حول “ضيف كريم قادم في الطريق فهل استعددتم لاستقباله؟ اعرف كيف نستقبل رمضان شهر الخير.

اضافة لك

  1. كلام جميل،اللهم بلّغنا رمضان، فعلا علينا ان نستغل هدا الشهر احسن استغلال، ان قصرنا في السنوات الماضية فهذه فرصتنا للإجتهاد في الطاعات واعمال الخير، وتدريب ابنائنا على دلك.

    Liked by 1 person

أضف تعليق

موقع ويب مدعوم بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑