لا شك أن وسائل التواصل الأجتماعي طفرة رائعة في التكنولوجيا الحديثة. فقد أصبح التواصل بين الناس حول العالم أسهل بكثير.
وأستفاد الكثيرون منها بطرق إيجابية، مثل جعلها نافذة لعرض أعمالهم بمختلف صورها، كما أنها نافذة للإبداع ونشره بمنتهي السهولة.
ولكن كل شيء كالقمر، له جانب مظلم.
وسائل التواصل الاجتماعي جانبها المظلم أن الأغلب يمثّل المثالية. و يشكّل شخصية ليست شخصيته الحقيقية.
كيف تؤثر وسائل التواصل على الصحة العقلية؟
1- ضياع الوقت:

كم تقضي من وقت على وسائل التواصل بمختلف أنواعها ( فيس بوك – انستجرام- تيكتوك- سناب شات- تويتر) وغيرها ؟
أغلب الناس يدمنون هذه المواقع. ويضبعون عليها ساعات طويلة فقط يتصفحون دون أي هدف. ويخرجون من منشور إلى فيديو إلى صورة وهكذا.
وننسي للأسف أن هذه الساعات التى نضيعها هي من أعمارنا. ويجب أن نستفيد منها بشكل أكبر.
2- الأرهاق:

يتعرض من يدمنون وسائل التواصل للإرهاق بصورة مستمرة. بسبب التعرض الدائم للهاتف النقال أو حتى اللاب توب.
3- التحفيز الزائد:

نسمع ونشاهد طوال الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات التنمية البشرية من نوعية [ انت أقوي، هيا قم، انظر لهذه الحكاية] .
كثرة التعرض للتحفيز تأتي بنتيجة عكسية. حيث أنه قد يصاب من يراها باستمرار بالإحباط. انه لا يستطيع أن ينفذ كل ما يراه. او أن يرى أن الأمر عادي ولا يؤثر فيها.
4- الشعور بأن هناك شيء ناقص:

تعجبك صور ال”أنفلوسرز” المثالية في المالديف؟ أو ترى سهراتهم وبيوتهم الفارهة؟ ترى أن هؤلاء يملكون ما تتمني أن تملك أنت؟
ترى زوجة فلان أو ترين زوج فلانة وتتمنون أن تكونوا في علاقة مثالية مثلهم؟
ننسي ان كل ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي ما هو إلا لقطة ثوان من 24 ساعة من حياة كاملة لا نعرف عنها شيئا، وصدقني لا تريد أن تعرف. لأنه حتى عندما يصور هؤلاء حياتهم لحظة بلحظة فهم يجعلو ترى ما يريدونك أن تراه.
حسنا والآن.. كيف أحمى نفسيتي وعقلي من سهام وسائل التواصل الأجتماعي السامة؟
1- توقف عن المقارنة:

ما تراه من صور على انستجرام أو فيديوهات على يويتوب أو فيس بوك ما هو إلا تزييف واقع. حياتك المثالية أنت فقط من تصنعها. وليست بالضرورة أن تكون غميا أو تملك السيارة كذا أو بيتا بشكل معين. أو أن تتعامل مع شريك حياتك بالشكل الفلاني لأنك رأيت هذا على الوسائل المختلفة.
تمسك بأحلامك وقيمك ومبادئك لتصنع بها الحياة التي تريدها أنت والتى لا تشبه حياة أحدا غيرك. لا تكرر ولا تصبح نسخة من أحد.
نظرتك وبحثك الدائم عن هؤلاء سيجعل داخلك شعورا دائم أنك ناقم على حياتك، وستحسدهم على حياتهم، وهذان شعوران لن يصلان بك إلى أي مكان بل على العكس. قد يجرانك للأسفل وتصبح أسوء حالا.
توقف الآن عن مقارنة نفسك وحياتك وكل منا تملك بالآخرين. وحاول أن تلغي متابعة كل من لا تستفيد منه شيئا حقيقيا. واترك متابعة الآخرين.
2- صيام الدوبامين( ديتوكس السوشيال ميديا):

يجب عليك من فترة لأخرى أن تنقطع تماما عن وسائل التواصل الاجتماعي. صدقني ستشعر بفرق رهيب فى طاقتك ونفسيتك. وسترى أنك ستنجز الكثير من الأشياء في وقت قصير. ستتفاجأ بنفسك كثيرا.
جربت صيام الدوبامين وانقطعت عن فيس بوك أكثر موقع أُدمن عليه فترة شهر كامل وكانت تجربة رائعة وسأكرررها من آن لآخر.
3- لا تضيع وقتك أكثر على وسائل التواصل:

إن كنت من مدمني وسائل التواصل الاجتماعي ولا تستطيع الانقطاع التام. يمكنك إذن على الأقل تقليل الوقت الذي تقضيه على هذه المواقع. وهناك تطبيقات رائعة تساعدك على ذلك عن طريق تحديد وقت محدد للتطبيق ثم غلقه تلقائيا ولا يفتح إلى في اليوم التالي.
يجنبك تقليل وقتك على مواقع التواصل الاجتماعي التشتت الذي يجعلك تفقد تركيزك على أشياء أكثر أهمية في حياتك.
وحاول أن تجعل لوقتك على السوشيال ميديا ذا فائدة، أن تتصفح الصفحات والحسابات التى تعطي لك قيمة حقيقية ومحتوى نافع.
4- اكسر العادة:

كثيرا ما نتصفح السوشيال ميديا فقط للعادة، لأننا اعتدنا أن نمسك هواتفنا طوال الوقت ونقلب في الصفحة الرئيسية أو التنقل من حساب لأخر دون وعي.
الحل هنا في أن نكسر العادة، ونحاول أن نخصص وقتا محددا للهاتف، ونبدل الوقت الضائع بالعمل على أهدافنا أو الرياضة حتى الراحة.
لنكن صريحين أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي جزءا مهما من الحياة الحديثة، والمشكلة ليست أبدا فيها ، بل في طريقة إدارتنا واستخدامها لها.
دمتم بود
فعلا وسائل التواصل الاجتماعي بحال أو آخر تؤثر في حياتنا واحيانا يكون بصورة جذرية دون ان ننتبه.
صيام الدوبامين تجربة مهمة فعلا لكل شخص في هذا الزمن، سنويا على الأقل.
مهما كانت فائدة السوشيال ميديا أعتقد انها السم الذي يجب تجرعه، وخيارنا في مقدار السم فقط
إعجابLiked by 1 person
صحيح …. سم لا بد منه
شكرا لك
إعجابإعجاب